مكر خفى، هكذا وصفت صحيفة وول ستريت جورنال خطة الخداع الأمريكية الثانية لتضليل إيران فى الوقت الذى كانت تستعد فيه لتوجيه ضربة مدمرة للمنشآت النووية الأمريكية.

ففى صباح السبت، رصد متتبعو حركة الطيران مجموعة من قاذفات الشبح الأمريكية B2 أقلعت من قاعدتها الجوية فى ميسورى واتجهت غربا فوق المحيط الهادى، لكنها لم تكن سوى خدعة.

فبعد ساعات، هاجمت مجموعة من قاذفات الشبح أهم منشآت إيران النووية من الشرق، بحسب ما قال مسئولو الدفاع الأمريكيون، وضربت المنشآت بقنابل بانكر باستر، أو الخارقة للتحصينات، والتى يعتقد أن لديها الفرصة الأكبر للنجاح. وقال الرئيس ترامب إن الغواصات الأمريكية أطلقت صواريخ كروز على منشآتى نطنز وأطفهان.

وقالت وول ستريت إن الخطوة سمحت للولايات المتحدة بإدخال القاذفات فوق إيران بشكل أسرع وبخطر أقل لاحتمال رصدها. كما أن التوقيت ساعد أيضا فى إخفاء الهدف الرئيسى للمهمة. ففى الأيام الماضية، قال ترامب إنه سينتظر أسبوعين ليقرر ما إذا كان سينضم إلى حرب إسرائيل ضد غيران، وسيمنح الدبلوماسية فرصة. وحتى صباح السبت، لم تكن هناك أوامر صدر صدرت بعض لتجهيز الضربة.

وكان تأثير هذه المناورات والاتصالات هو توليد انطباع بأن إيران أمامها مزيد من الوقت قبل وصول القنابل.

وقال أحد مسئولى الدفاع عن الخدعة الغربية التى حجبت القاذفات المنفذة للهجوم: “كانت خدعة بالفعل. كان إخفاؤها والحفاظ على عنصر المفاجأة أمرًا بالغ الأهمية”.

وأصدر ترامب الأمر النهائى بالمضى قدمًا بعد ظهر يوم السبت بتوقيت شرق امريكا فى ناديه الخاص فى نيوجيرسي.

وقال مسئول كبير فى الإدارة الأمريكية عن توقيت أمر الرئيس: “كان الهدف هو خلق وضع لم يتوقعه الجميع”.

مثلت الضربة الأمريكية المرة الثانية فى الصراع المستمر منذ أسبوع التى ربما تكون فيها إيران قد تم تضليلها، جزئيًا على الأقل، بالحديث عن الدبلوماسية. وجاءت الضربة الإسرائيلية الأولى قبل أيام من اجتماع مسؤولين أمريكيين وإيرانيين فى عُمان لعقد جولة سادسة من المحادثات النووية.

واشتكى وزير الخارجية الإيرانى عباس عراقجى من الخداع فى الضربة الأخيرة.

وقال عراقجي، متحدثًا للصحفيين فى إسطنبول، عن التوقيت: “كنا فى خضم المفاوضات”. وفى إشارة إلى إدارة ترامب، قال: “أعتقد أنهم أثبتوا أنهم ليسوا رجال دبلوماسية وأنهم لا يفهمون إلا لغة التهديد والقوة، وهذا أمر مؤسف للغاية”.

شاركها.