ترندات

دراسة تحذر من مخاطر صحية ناتجة عن العطور الصناعية

كشفت دراسة حديثة أن العطور الصناعية المستخدمة في مستحضرات التجميل والتنظيف تحتوي على مواد كيميائية سامة قد تُشكّل خطرًا حقيقيًا على الصحة العامة، خاصة مع التعرض اليومي والمستمر لها.

وبحسب تقرير صادر عن مركز أبحاث منتجات العناية الشخصية، فإن نحو 75 بالمئة من المواد الكيميائية السامة المكتشفة في اختبار شمل 140 منتجًا من منتجات التنظيف والعناية الشخصية تعود إلى مكونات العطور.

وأفاد التقرير بأن هذه المواد ة بأمراض مزمنة مثل السرطان، وأمراض القلب، والربو، واضطرابات الجهاز التنفسي. كما أظهرت دراسة أخرى أن 35 بالمئة من الأشخاص أفادوا بتعرضهم لأعراض مثل الصداع النصفي وصعوبات في التنفس نتيجة استخدام منتجات معطّرة.

وأشار تقرير لمنظمة “أصوات النساء من أجل الأرض” (WVE) بعنوان “Unpacking the Fragrance Industry”، إلى أن أكثر من 1200 مادة كيميائية تُستخدم في صناعة العطور تُصنّف على أنها “مواد مثيرة للقلق”، منها 7 مواد مسرطنة، و15 مادة محظورة في الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى مواد أخرى مدرجة ضمن قوائم تحذير دولية.

وفي تصريح لصحيفة واشنطن بوست، أوصت أستاذة علم السموم في جامعة تكساس، أندريا غور، بتقليل التعرض للعطور الصناعية، لا سيما لدى الأطفال والنساء الحوامل، مؤكدة أن الدراسات تُظهر بوضوح آثارها السامة على جهاز الغدد الصماء.

كما خلُصت دراسة ثالثة إلى أن العطور الصناعية تؤثر على جودة الهواء داخل المنازل بسبب احتوائها على مركّبات عضوية متطايرة.

ويُحمّل الخبراء النساء عبئًا أكبر في ما يتعلّق بالتعرض لتلك المواد، نظرًا لاستخدامهن المكثف لمستحضرات التجميل. وتؤكد ألكسندرا سكرانتون، مديرة العلوم في WVE، لصحيفة ذا غارديان، أن هناك مواد عطرية تُسبب السرطان وتؤثر على الإنجاب، وقد ثبت ذلك في دراسات أجريت على الحيوانات.

ومن أبرز المواد الكيميائية الضارة، الفثالات التي تُستخدم في العطور وطلاء الأظافر ومنتجات الشعر، وقد ارتبطت بمشاكل في النمو العصبي وأمراض القلب والسكري. وأظهرت دراسة أن ارتفاع نسبة الفتالات في الجسم يزيد من خطر الإصابة باضطراب فرط الحركة بنسبة 25 بالمئة لدى المراهقين.

ومن هذه المواد أيضا البارابين، الذي يعمل كمادة حافظة في العديد من المنتجات مثل الشامبو ومزيلات العرق والعطور، وقد يسبب اضطرابًا في الهرمونات، وذلك إضافة إلى المسك الصناعي الذي يُحاكي الهرمونات الطبيعية، ما قد يؤدي إلى تعطيل وظيفة الغدد الصماء.

ويؤكد تقرير لجمعية الغدد الصماء أن مئات المواد الكيميائية، منها الفتالات والبارابين ومركبات PFAS، تُصنف كمُعطّلات للغدد الصماء، ما يعني أنها قد تتداخل مع النظام الهرموني في الجسم.
وينصح المختصون بتجنب المنتجات التي تحتوي على العطور الصناعية، الفتالات، والبارابين، واستخدام منتجات تجميل طبيعية أو عضوية، واستبدال المنظفات المنزلية ببدائل طبيعية مثل الخل، وصودا الخبز، والزيوت العطرية، مع تهوية المنزل بانتظام، واستخدام معطرات جو طبيعية.

ويخلص الخبراء إلى أن تقليل التعرض لهذه المواد يُعد خطوة وقائية مهمة، خاصةً للأطفال والنساء، في وقت تزداد فيه التحذيرات من آثارها على الصحة العامة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *