ترندات

صباح النصر: ثلج أرمينيا يذوب أمام حرارة العزيمة الكويتية

حين تجتمع العزيمة بالرؤية، يولد الإنجاز. وحين تتضافر الوطنية مع الطموح، تتشكل معجزة اسمها الكويت،. وفي قلب ميادين لم نألفها من قبل، وفي ساحات بيضاء تغطيها الثلوج، تكتب الكويت اليوم فصلًا جديدًا من حكاية مجدها، لا بالحبر، بل بعصا الهوكي وخطى الأبطال، يقودها «نادي الألعاب الشتوية » بكل فخر.

من يعتقد أن الجليد لا يليق بالخليج، عليه أن يعيد النظر، فالكويت التي واجهت الكثير ، وبنت وطنًا من قلب الرمال، قادرة على أن تزرع رايتها فوق أي مضمار، مهما كان باردًا أو صعبًا، و هذه هي الحقيقة التي نراها اليوم متجسدة في منتخب الكويت لهوكي الجليد، الذي يستعد لخوض غمار بطولة كأس العالم 2025 في أرمينيا، في إنجاز لم يكن ليتحقق لولا إيمان رجل واحد بأن الشتاء قد يكون بداية الربيع.

ذلك الرجل هو السيد « فهيد العجمي» رئيس مجلس إدارة نادي الألعاب الشتوية ، القائد الذي أدرك مبكرًا أن الرياضة ليست فقط منافسة، بل بوابة للدبلوماسية الشعبية، ولترسيخ اسم الكويت في عقول العالم، لم يذهب إلى البهرجة ولا المجد الزائف، بل ذهب إلى حيث لا يجرؤ الآخرون، بنى من لا شيء فريقًا، ومن فريق صنع حلمًا، ومن حلمٍ شقّ طريقًا إلى العالمية.

ففي مدينة العين الإماراتية، يقيم منتخبنا معسكرًا تدريبيًا فريدًا من نوعه، يواجه فيه أبطال الإمارات بنديّة، يختبر قدراته، ويصقل جاهزيته، بروح عالية لا تعرف إلا الانتصار، وهذا ليس مجرد إعداد، بل هو بناءٌ لثقافة رياضية جديدة في الكويت، تقودها عقول تخطط، وأيادٍ تعمل، وقلوب تخفق بحب الوطن.

وما كان يُعتقد أنه مستحيلاً أصبح اليوم حقيقة، فمنتخب الكويت لهوكي الجليد، الذي يستعد للمشاركة في بطولة كأس العالم المستوى الرابع 2025 بأرمينيا، هو ثمرة سنوات من العمل الجاد والتخطيط السليم، وتأكيد على أن الطموح لا تحده الطبيعة ولا تعرقله التحديات.

وقد أُرسيت قواعد هذا الحلم من خلال إدارة متزنة ورؤية واضحة، وفرت للمنتخب البيئة المثالية للتحضير، حيث يقيم حاليًا معسكرًا تدريبيًا مكثفًا في مدينة العين بالإمارات، يتخلله مباريات قوية مع فرق إماراتية رفيعة المستوى، في سعي واضح للارتقاء بالأداء والجاهزية.

وأدرك أن أزرق الهوكي لا يحمل آمال اللاعبين فقط، بل يحمل ثقة وطن بأكمله. وحين يسافر الفريق إلى أرمينيا، لن يكون وحده، فكل كويتي سيكون هناك بروحه، دعمه، وفخره.

نعم، الكويت تصنع تاريخًا جديدًا، ونعم، نحن أمام قصة تستحق أن تُروى لأجيال قادمة، بأن في عام 2025، على جليد أرمينيا، ذابت كل الشكوك، وبقيت «الكويت» في القمة.

صباح النصر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *