دعت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، إلى إجراء تحديث مستمر وشامل للجيوش الأوروبية، مؤكدة أن مستقبل الأمن الأوروبي يرسم اليوم على جبهات القتال في أوكرانيا، وفي مصانع الأسلحة داخل القارة.
جاء ذلك في كلمة ألقتها فون دير لاين، الثلاثاء، خلال الجلسة الافتتاحية لـمنتدى صناعة الدفاع الأوروبي، الذي يعقد في مدينة لاهاي الهولندية على هامش قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وذلك وفق بيان صادر عن المفوضية الأوروبية.
وحذرت فون دير لاين من أن البنية الأمنية التي اعتمدت عليها أوروبا لعقود لم تعد أمرًا مفروغًا منه، مشيرة إلى أن القارة تواجه تحولًا جذريًا في الواقع الجيوسياسي لا يتكرر إلا مرة واحدة كل جيل.
وأضافت: أنتم تتأقلمون بسرعة مع واقع جديد يتمثل في حرب شاملة تدور داخل أوروبا، لافتة إلى أن شركات الدفاع الأوروبية تمكنت في وقت قياسي من فتح خطوط إنتاج جديدة وزيادة قدراتها التصنيعية.
وأشادت فون دير لاين بما وصفته بـ”صحوة أوروبا الدفاعية”، مؤكدة أن خطط الدفاع الأوروبية المعدلة والمكثفة باتت أمرًا ملموسًا، لكنها شددت في الوقت نفسه على ضرورة عدم الاكتفاء بما تحقق حتى الآن.
وفى رسالة تحذيرية، قالت فون دير لاين: “علينا أن نستعد لاحتمال أن تختبر روسيا دفاعاتنا بحلول عام 2030″، مشيرة إلى أهمية تبني أساليب جديدة في تطوير المنظومة الدفاعية، تجمع بين التكنولوجيا المتقدمة، والتكامل بين الجوانب المدنية والعسكرية في الاتحاد الأوروبي.
وأكدت رئيسة المفوضية أن المفوضية الأوروبية تسعى لتهيئة بيئة ملائمة لتطوير المشتريات الدفاعية المشتركة، سواء داخل الاتحاد أو مع الدول المرشحة للانضمام إليه، وكذلك مع شركاء رئيسيين مثل المملكة المتحدة.
وختمت فون دير لاين كلمتها بالتأكيد على أن تعزيز الصناعة الدفاعية في أوروبا لم يعد خيارًا، بل ضرورة، في ظل تسارع التحديات الجيوسياسية وتزايد التهديدات على حدود القارة، وقالت: “أمن أوروبا يبدأ من مصانعكم، وينتهي في قدرتنا على الردع والتصدي والجاهزية”.