ما هي مخاطر طحلب البحر؟

من مشروبات السموذي إلى مستحضرات العناية بالبشرة، أصبح طحلب البحر عنصرًا بارزًا في منتجات الصحة والجمال. وأثار انتشاره المفاجئ اهتمام المستهلكين، لكنه أثار أيضًا تساؤلات حول فاعليته وسلامته.
وبينما يشيد البعض بفوائده الغذائية، يدعو آخرون إلى الحذر بسبب غياب التنظيم والمعايير الواضحة لاستخدامه، بحسب تقرير نشره موقع ”فوغ“.
يقول الدكتور جوزيبي بيلوتشي، المتخصص فيالتغذيةالوظيفية والتمثيل الغذائي، إن رواج طحلب البحر يستند إلى استخدامه التقليدي الممتد لقرون، لكنه لا يزال يفتقر إلى الأبحاث السريرية الكافية.
وأضاف موضحاً: “لا توجد حتى الآن مزاعم صحية معتمدة رسميًا بشأن طحلب البحر. الفوائد المتداولة تعتمد غالبًا على دراسات أولية أو استخدامات تقليدية، لا على أدلة علمية حاسمة“.
فوائد محتملة.. ولكن
يحتوي طحلب البحر على مجموعة من المعادن والعناصر الغذائية مثل اليود والكالسيوم والمغنيسيوم والزنك والحديد، إضافة إلى الفيتامينات A وC وE وB12، ما يشير إلى إمكانياته في دعم وظائف الغدة الدرقية والهضم والمناعة وصحة البشرة.
ويضيف الدكتور بيلوتشي: “قد يمتلك طحلب البحر خصائص بريبايوتيكية تعزز صحة الأمعاء، وهناك مؤشرات أولية على تأثيراته المضادة للالتهاب، لكن ما زلنا بحاجة إلى دراسات موثوقة لتأكيد هذه الفوائد“.
ورغم ذلك، لا يوجد حتى الآن معيار معتمد لتحديد الجرعة الآمنة والفعالة. وقال بيلوتشي: “كما هو الحال مع معظم المكملات الغذائية، تتوقف الفوائد على الجرعة المناسبة، ويمكن أن تتحول إلى ضرر في حال الإفراط في الاستخدام”.
أحد المخاوف الة بطحلب البحر هو احتواؤه الطبيعي على مادة الكاراجينان، وهي بوليسكاريد يُستخدم على نطاق واسع كمادة مكثفة في الصناعات الغذائية.
وبينما ربطت بعض الدراسات بين الكاراجينان المتحلل ومشاكل فيالجهاز الهضمي، فإن الكاراجينان الطبيعي غير المعدّل الموجود في طحلب البحر يُعد آمنًا عند استهلاكه ضمن الحدود المسموح بها.
ويوضح الدكتور بيلوتشي أن “الهيئة الأوروبية لسلامة الأغذية (EFSA) تميز بوضوح بين الكاراجينان الطبيعي والبوليجينان. الأول، عندما لا يكون متحللًا ويُستهلك باعتدال، معتمد للاستخدام الغذائي، لكن تبقى جودة المصدر ومعايير التصنيع أمرًا حاسمًا“.
معادن ثقيلة ومخاوف صحية
يثير طحلب البحر أيضًا القلق بسبب احتمالية تلوثه بالمعادن الثقيلة، مثل الزرنيخ والزئبق والرصاص، خصوصًا عندما يُجمع من مناطق بحرية ملوثة أو قريبة من مصادر نفايات صناعية.
ويحذّر الدكتور بيلوتشي: “هذه المعادن تشكل خطرًا فعليًا على الصحة، بما يشمل تلف الكبد والجلد والرئتين، بالإضافة إلى تأثيرات عصبية وزيادة خطر الإصابة بالسرطان. لذا من الضروري شراء منتجات موثوقة وخاضعة للفحص والمعايير الدولية“.
وتضع الجهات التنظيمية الدولية حدودًا قصوى لهذه المعادن في الأغذية والمكملات، وينبغي للمستهلكين التأكد من شهادات الجودة ومصدر المنتج قبل إضافته إلى نظامهم الغذائي.
يُعرف طحلب البحر أيضًا بمحتواه العالي من الألياف الغذائية، التي تسهم في تحسين الهضم وتنظيم مستويات الكوليسترول والسكر في الدم.
لكن الإفراط في تناول الألياف، خاصة من مكملات غذائية، قد يؤدي إلى الانتفاخ أو الإمساك أو ضعف امتصاص المعادن، لا سيما لدى الأشخاص غير المعتادين على نظام غذائي غني بالألياف.
ويشدد الدكتور بيلوتشي على أهمية الاعتدال، قائلاً: “الكميات الزائدة من الألياف غير القابلة للذوبان قد تُعيق امتصاص المعادن، بينما الكميات المناسبة من الألياف القابلة للذوبان تسهم في تعزيز صحة الجهاز الهضمي والتمثيل الغذائي“.
مكمل غذائي أم نمط حياة؟
رغم ما يُقال عن فوائده، لا ينبغي أن يحل طحلب البحر محل نمط حياة صحي. ويؤكد الدكتور بيلوتشي أن المكملات الغذائية ينبغي أن تكون داعمة للعادات الصحية، لا بديلًا عنها.
ويضيف: “النظام الغذائي المتوازن، والنشاط البدني المنتظم، والنوم الكافي، والتحكم في التوتر، هي أساس العافية على المدى الطويل. يمكن أن تكون المكملات مثل طحلب البحر مفيدة في حالات النقص أو الاحتياجات الطبية الخاصة، ولكن دائمًا تحت إشراف مهني“.
قد يقدم طحلب البحر فوائد صحية محتملة تتراوح بين دعم الغدة الدرقية وتحسين الهضم، لكن شعبيته المتزايدة تتجاوز ما تؤكده الأدلة العلمية حتى الآن.