فقد طوّر فريق بحثي من جامعة “ألبرتا” الكندية نظارات ذكية تعتمد على تقنيات “الواقع المختلط”، تتيح لهؤلاء المرضى استعادة جزء من قدرتهم على الرؤية.

وبحسب الدراسة التي نُشرت في “مجلة طب أمراض العيون العصبية”، تعمل النظارات الجديدة باستخدام كاميرا مثبتة على الرأس تقوم بمعالجة الفيديو في الزمن الحقيقي، وتعيد ضبط البيئة البصرية لتعرض الصور في المجال السليم من الرؤية، مما يمنح المرضى تصوراً أكثر شمولاً لمحيطهم اليومي.

وأوضح إدسل إنج، رئيس قسم طب العيون وعلوم البصر في جامعة “ألبرتا” والمشرف على المشروع، أن هذه التقنية الفريدة “تعيد إدراك العالم بأسره” لمرضى العمى النصفي، مشيراً إلى أن الفريق أطلق على هذه التقنية اسم “التنقل من صورة إلى صورة”.

وأضاف أن الكود البرمجي للنظارات تم توفيره مجاناً لتشجيع المطورين والمرضى على تخصيصها أو تطويرها تجارياً بما يتناسب مع احتياجاتهم.

ويعاني نحو 30% من الناجين من السكتات الدماغية من فقدان جزئي للبصر، وفقاً للجمعية الأميركية للسكتات الدماغية، وهو ما يفرض تحديات كبيرة على حياتهم اليومية، وقد يضطر الكثيرون إلى ترك العمل أو مواجهة صعوبات في التنقل بسبب عدم القدرة على رؤية العوائق.

واختبر الباحثون النموذج الأولي للنظارات على خمسة مرضى، من بينهم غلين كالفرلي (57 عاماً)، الذي فقد جزءاً من بصره بعد تعرضه لسكتة دماغية.

وأشار الباحثون إلى أن تقييم المرضى للنظارات الجديدة كان إيجابياً للغاية، حيث حصلت على متوسط تقييم بلغ 74.3 من 100، مما يعكس فائدتها العالية في تحسين جودة حياتهم اليومية.

وتتميز نظارات “الواقع المختلط” الجديدة بقدرتها على دمج الصور الملتقطة من الكاميرا مع المشهد الحقيقي، ما يمنح المستخدم تصوراً أفضل لمحيطه، على عكس نظارات الواقع الافتراضي التي تعزل المستخدم عن العالم الحقيقي.

ويمثل هذا الابتكار العلمي خطوة مهمة نحو تحسين حياة مرضى العمى النصفي، ويوفر لهم فرصة لاستعادة جزء من قدرتهم على الرؤية والعودة إلى ممارسة أنشطتهم اليومية بثقة وأمان.

شاركها.