يسرد الكاتب السوري ممدوح عدوان في روايته “أعدائي” أحداثًا مقتبسة من أواخر الحقبة العثمانية بداية القرن الماضي، ويتكلم عن نهايتها، وكانت تسمى الإمبراطورية التي عمّرت أكثر من 800 سنة في ذلك الوقت بـ”الرجل المريض”.
تدور أحداث “أعدائي” حول الحرب العالمية الأولى التي شاركت فيها الدولة العثمانية إلى جانب ألمانيا، فيما اختار قادة من العرب الطرف الآخر، لمساندة البريطانيين ودول الحلفاء، ويسلط الكاتب الضوء على الاصطفافات المتعددة للمكون العربي وغيره من المكونات في المنطقة بين الفريقين.
ونتجت عن هذا الصراع تحالفات جديدة وغياب الإمبراطورية العثمانية، ودول استعمرت البلاد العربية، وبوادر نشوء الدولة الصهيونية.
وتتمحور رواية “أعدائي” حول شخصيتين رئيستين، الأولى جمال باشا والملقب بـ”السفاح” وهو الوالي العثماني على سوريا، الذي ارتكب مجازر بحق قوميين سوريين وغيرهم، والثانية نقيضه في الفكر والتصرف، عارف إبراهيم، قائد شرطة القدس، الذي يلاحق الجواسيس.
كما تشارك في الرواية شخصيات أخرى، أبرزها عشيقة “السفاح” سارة اليهودية، ونجل قائد شرطة القدس إبراهيم، وبعض الضباط والجنود المغامرين والجواسيس اليهود.
وتخوض الرواية بقضية الانتماءات والولاءات للدين أو القومية، وهذا ما تبرزه حوارات بين الضابط العربي لدى العثمانيين، عارف، والموالي للدولة لاعتبارات دينية، وابنه إبراهيم المتأثر بالفكر القومي، والمناهض للإمبراطورية التركية.
كما تناقش الظروف التي دفعت إلى تشكل الحركات اليهودية والتي أدت إلى سيطرتها على المنطقة، وانقسام العرب إلى مؤيد للدولة العثمانية لاعتبارات دينية بحتة، ومناهض لها لأسباب قومية أو معيشية، والصراع النفسي لدى بعضهم.
تتميز الرواية بالخلط بين المفردات العامية وتحويلها إلى الفصحى أحيانًا، إلا أنها تتخللها بعض الألفاظ الخارجة عن الأدب العام لكن بنسب ضئيلة جدًا، إلا أنها كباقي أعمال عدوان، سلسة ومترابطة واستطاع من خلال “أعدائي” المزج بين التوثيق التاريخي والدراما.
عدوان هو كاتب مسرحي وصحفي وشاعر، ولد عام 1941 بمدينة مصياف في حماة وسط سوريا، وتوفي عام 2004، وصدرت روايته “أعدائي” عام 2000 وله مؤلفات ومقالات عديدة، بعضها في نفس الحقبة التي تدور فيها أحداث الرواية مثل “الغول” و”سفربرلك.. أيام الجوع”.
كما اتجه الكاتب عدوان إلى الدراما فكتب مسلسلات درامية، أبرزها الأعمال التاريخية كـ“الزير سالم” و”أبو الطيب المتنبي”.
درس الكاتب بجامعة “دمشق”، وتخرج فيها عام 1966 من كلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية
أرسل/أرسلي تصحيحًا
مرتبط
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
المصدر: عنب بلدي
