فاز الفيلم التونسي “سماء بلا أرض” للمخرجة أريج السحيري بجائزة “النجمة الذهبية” للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش في دورته الـ 22 التي اختتمت، مساء السبت، في المغرب.

تدور أحداث الفيلم عن 3 مهاجرات إفريقيات جمعتهن الصدفة في تونس وسط آمال بحياة أفضل، لكن أحلامهن تصطدم بصعوبات الواقع المرير.

وأشادت لجنة التحكيم بالفيلم قائلة إنه “عمل سينمائي يجرؤ على مقاربة العالم من منظور مختلف، مستنداً إلى قوة شاعرية نادرة ورؤية فنية منخرطة بعمق في الواقع”.

وقالت، في بيان: “من خلال هذه الجائزة، تحتفي لجنة التحكيم بتجربة سينمائية جريئة تدعو إلى إعادة التفكير في علاقتنا بالآخرين وبأنفسنا”.

ومنحت لجنة التحكيم جائزتها الخاصة مناصفة للفيلمين الوثائقيين “بابا والقذافي” للمخرجة الأميركية الليبية جيهان الكيخيا، و”ذاكرة” للمخرجة الأوكرانية فلادلينا ساندو.

وقالت اللجنة عن الفيلمين: “فيلمان يحملان بصمة شخصية عميقة، يتقاطع فيها الحميمي مع محطات كبرى من التاريخ”.

وحصل البريطاني أوسكار هدسون على جائزة الإخراج عن فيلم “دائرة مستقيمة”، وأشادت لجنة التحكيم بالأداء التمثيلي لبطلي الفيلم لوك تيتنسور، وإليوت تيتنسور، وأشارت اللجنة إلى أن “الفيلم ترك انطباعاً لا ينسى بفضل صرامته الشكلية وإبداعه الفني”.

وتوجت الممثلة الإيفوارية ديبورا ناني بجائزة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم “سماء بلا أرض”، فيما نال البريطاني سوب ديرسو جائزة أفضل ممثل عن دوره في الفيلم البريطاني النيجيري “ظل والدي”.

وأشادت لجنة التحكيم بالأداء المتميز لكل من إليوت ولوك تيتنسور في فيلم “دائرة مستقيمة” لأوسكار هدسون، والذين منحا تنويها خاصاً، موضحة أن هذه الاختيارات تعكس قوة المسابقة الرسمية، وتشهد على سينما جريئة، لا تخلو من عنصر المفاجأة، قادرة على تحريك المشاعر، ومدفوعة برؤى متفردة وبأداء قوي للممثلين.

وقالت إدارة المهرجان، في بيان، إن عدد الحضور في الدورة التي شهدت عرض أكثر من 80 فيلماً تجاوز 47 ألف مشاهد.

تشكلت لجنة التحكيم، التي ترأسها المخرج الكوري الجنوبي بونج جون هو، من مبدعين يعكس مسارهم الإبداعي انفتاح المهرجان على جميع التجارب السينمائية الدولية، بينهم المخرج البرازيلي كريم عينوز، والمخرج المغربي حكيم بلعباس، والمخرجة الفرنسية جوليا دوكورناو، والممثل والمخرج الإيراني بيمان معادي، والممثلة الأميركية جينا أورتيجا، والمخرجة الكورية الكندية سيلني سونج، والممثلة البريطانية الأرجنتينية أنيا تايلور-جوي، وهي اللجنة التي قدمت نظرة متعددة ودقيقة مفعمة بالالتزام العميق حول أفلام المسابقة، بحسب البيان.

وأكدت إدارة المهرجان، أن “الدورة الـ 22 كانت فرصة للاحتفاء بشخصيات بارزة من عالم الفن السابع، أبرزهم جودي فوستر، التي حظيت بالنجمة الذهبية عن مسارها الفني المتميز”.

ألقت فوستر كلمة مؤثرة تحدثت فيها عن علاقتها بالسينما، قائلة: “لا أزال استرشد بنفس الحب، سرد الحكايات، تجسيد الشخصيات، مناقشة علاقاتنا ونقاط ضعفنا، واستكشاف إنسانيتنا.. تتيح لنا السينما بضَع ساعات نحلم خلالها معا، نعيش سويا، وننتمي إلى مجتمع إنساني عميق.. إنها الفضاء الوحيد الذي نمسك فيه بأيدي بعضنا البعض، جنبا إلى جنب، في الظلام”.

وأشادت فوستر بالمغرب قائلة: “هذا الحماس والدفء الروحي هو المغرب، بلد يسحر الحواس كلها.. يا له من شرف أن اكتشفه معكم”.

وترك الممثل المصري حسين فهمي أثراً كبيراً في الجمهور، حين عاد للحديث عن ارتباطه الوثيق بالمدينة الحمراء، بقوله: “سعيد بحضور الدورة الأولى من المهرجان، هذا التكريم يغمرني فرحاً وتشريفاً، كما سعدت بعودتي إلى مراكش، المدينة الساحرة، حيث صورت في بداية السبعينيات أحد أفلامي الأولى (دمي ودموعي وابتساماتي)، إنها ذكرى غالية على قلبي”.

شاركها.